اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى الجزء : 1 صفحة : 225
للأنبياء كانوا من المترفين أي الغارقين في الترف والنعيم : ( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ )[1] .
جبهة الأنبياء والجبهة المعارضة ، أو بعبارة أُخرى جبهتا الإيمان والكفر انعكاس عن المواجهة بين طبقتين اجتماعيتين هما : الطبقة المستضعَفة والطبقة المستضعِفة .
الشبهة الثانية :
القرآن يتوجّه في خطابه إلى الناس ، والناس هم جماهير الشعب المحرومة ، وهذا الاتجاه يدل على اعتراف القرآن بالشعور الطبقي ، وعلى اعتباره الطبقة المحرومة هي الطبقة الوحيدة المؤهّلة للدعوة الإسلامية ، ويدل أيضاً على أنّ منطلق الإسلام طبقي واتجاهه طبقي ، أي إنّه دين المحرومين والمستضعِفين ، كما أنّ الإيديولوجية الإسلامية تخاطب المحرومين والمستضعفين لا غيرهم . وهذا دليل آخر على أنّ الإسلام يرى الاقتصاد بناءاً تحتياً للمجتمع ، كما أنّه يؤمن بمادية هوية التاريخ .
الشبهة الثالثة :
القرآن يصرّح أنّ القادة والمصلحين والمجاهدين والشهداء ، بل وحتى الأنبياء ينبثقون من بين عامة الجماهير لا من الطبقة المرفّهة المنعّمة ، يقول القرآن حول نبي الإسلام : ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ . . . )[2] .