ولكنّ التقرير السابق لا يقبل هذه الأُصول ، فالأنبياء والرسل والمصلحون القدامى في التاريخ وإن كانوا مبرّئين إلاّ أنّ إله الأنبياء مورد للتخطئة والنقد .
والواقع أنّ في المقام مشكلة ، فمن جانب نجد أنّ القرآن يرينا صورة مستحسنة من المجرى العام للكون ، فهو يصر على أنّ الحقّ هو محور الكون ، ومدار الحياة الاجتماعية للإنسان . والفلسفة الإلهيّة ، أيضاً بموجب قوانينها الخاصة ، تدّعي أنّ الخير والحق يترجّحان دائماً على الشر والباطل ، وأنّ الشر والباطل وجودان عرضيّان طفيليان وغير أصليين . ومن جانب آخر نجد أنّ دراسة التاريخ الماضي والحال تسبّب نوعاً من سوء الظن بالنظام الجاري في الكون ، وتوهم أنّ نظرية القائلين بأنّ