responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) المؤلف : البرزنجي، جعفر بن حسن    الجزء : 1  صفحة : 70

غلام فيهم إذا أصاب قال: أنا ابن سيد البطحاء. فقال له الرجل: ممن أنت يا غلام؟ فقال: أنا شيبة بن هاشم بن عبد مناف. فلما قدم الرجل مكة و وجد المطّلب جالسا فى الحجر قصّ عليه ما رأى، فذهب المطّلب إلى المدينة، فلما رآه عرف شبه أبيه، ففاضت عيناه، و ضمه إليه- و فى لفظ: أنه عرفه بالشيبة و قال لمن كان يلعب معه: أ هذا ابن هاشم؟ قالوا: نعم، فعرّفهم أنه عمه، فقالوا له: إن كنت تريد أخذه فالساعة قبل أن تعلم بك أمه فإنها إن علمت بك لم تدعك و حالت بينك و بينه، فدعاه المطّلب و قال: يا ابن أخى أنا عمك، و قد أردت الذهاب بك إلى قومك، و أناخ راحلته فأجلسه على عجز الناقة، فانطلق به، و لم تعلم به أمه حتى كان الليل فقامت تدعوه، فأخبرت أن عمه قد ذهب به. و كساه حلة يمانية، ثم قدم به مكة فقالت قريش: هذا عبد المطّلب.

قال الحلبي‌ [1] فى «إنسان العيون»: و هذا السياق يدل على أن عبد المطّلب إنما ولد بعد موت أبيه هاشم بغزة، و كون عمه المطّلب كساه حلّة لا ينافى ما سبق أنه دخل به مكة و ثيابه رثة خلقة لأنه يجوز أن تكون ألبست له عند أخذه ثم نزعت عنه فى السفر.

و قيل: إنما أخذه بعلمها، فلعله استعجل لئلا تمنعه أمه بعد.

و قيل: سمى به على عادة العرب فى قولهم لليتيم المربى فى حجر إنسان:

عبده.

و هو أول من خضب بالسواد من العرب؛ و ذلك لما ورد فى عظيم من حمير فقال: هل لك من تغيير هذا البياض فتعود شابّا؟ فقال: ذلك إليك، فأمره فخضّب لحيته بحناء، ثم علا بالوسمة [2]، ثم رجع إلى مكة فخرج عليهم‌


[1] هو إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسى، ثم الحلبي. حياته (753- 841 ه) عالم بالحديث و رجاله، ولد و توفى بحلب، من كتبه: «نور النبراس على سيرة ابن سيد الناس» و «إنسان العيون فى سيرة الأمين المأمون» الشهير بالسيرة الحلبية. انظر: الأعلام (1/ 65).

[2] الوسمة: نبت من اليمن، يصبغ به الشعر.

اسم الکتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) المؤلف : البرزنجي، جعفر بن حسن    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست