[صفة خاتم النبوة]

(و) كان صلى اللّه عليه و سلم‌ (بين كتفيه) تثنية كتف- بفتح أوله و كسره مع سكون ثانية فيهما أو بفتح فكسر، أى عند أعلى أيسر الكتفين‌ (خاتم النّبوة) و قد أسبقنا الكلام عليه فيما تقدم فى الرضاع فليراجع‌ (قد عمّه النور و علاه) البهاء.

و قد اختلفت الآثار فى تشبيه ذلك الخاتم على أنواع كثيرة: بيضة الحمام، شعر مجتمع، بضعة ناشزة، بندقة شامة، شي‌ء يختم به، تفاحة، شامة خضراء محتفرة فى اللحم، شامة سوداء تضرب إلى صفرة و حولها شعرات، زر الحجلة- أى البشخانة، و زعم أنها الطائر المعروف و زرها بيضها، مردود.

قال المحققون: و لا اختلاف فى الحقيقة؛ بلّ كل شبه بما سنح له، و كلها ألفاظ مردها واحد و هو: قطعة لحم بارزة عليها شعر إذا قلّ قيل كبيضة الحمام، و إذا كثر قيل كجمع الكف؛ أى على هيئته، لكنه أصغر منه. و يشكل عليه رواية: محتفرة فى اللحم، و يجاب عنه: بأنه يحتمل بأن فى حواليها احتفارا ليزداد ظهورها و تميزها عن الجسد، قاله فى «المنح».

و يؤيده ظاهر الروايات أو صريحها أنه كان ناتئا عن جسده بحيث يمكن القبض عليه باليد، و يصرح به نصا قول أبى سعيد رضى اللّه عنه: «أنه كان بضعة ناشزة هكذا، و أشار بإبهامه».

قال القليوبى: و ما روى أنه كان مكتوبا عليه: لا إله إلا اللّه، أو محمد رسول اللّه أو غير ذلك فباطل لا يجوز اعتقاده .. انتهى.