responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) المؤلف : البرزنجي، جعفر بن حسن    الجزء : 1  صفحة : 571

[كمال خلقته و جمال صورته صلى اللّه عليه و سلم‌]

و لما فرغ المؤلف- (رحمه الله تعالى) و شكر سعيه- من ذكر مولده و نشأته، و بعض ما اتفق له فى خلال عمره الشريف من أحواله سيما بعثته و هجرته:

شرع فى الكلام على بعض أوصافه الحميدة، و صفاته السديدة التي لا يمكن استيعابها لأحد من البشر، و لا يحيط بها إلا مانحه؛ بارئ النسم و الصور.

و من تمام الإيمان به: اعتقاد أنه لم يجتمع فى بدن آدمى من المحاسن الظاهرة ما اجتمع فى بدنه صلى اللّه عليه و سلم و كذا بقية أوصافه الفائقة: كالعلم، و الكرم، و الشجاعة، و الخلق الحسن، و غيرها، إذ المحاسن الظاهرة أعلام على الأخلاق الباطنة، و لأجل ذلك لما اختص صلى اللّه عليه و سلم من جمال الصورة الظاهرة بما لم يشاركه فيه مخلوق كان ذلك آية باهرة، و حجة ظاهرة، على اتصاف نفسه من الأخلاق بما لم يشاركه فيه مخلوق بل يجب علينا أن نعتقد ذلك، و أنه قد بلغ فيها الغاية التي لم يصل إليها أحد من خلق اللّه، كما قال المصنف (رحمه الله تعالى):

(و كان صلى اللّه عليه و سلم) فى حياته، بل و بعد مماته، و كذا فى آخرته كما يشير لذلك قوله تعالى: وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى‌ [1] على ما قاله بعض أهل التحقيق من أن المعنى: و للحظة المتأخرة خير لك من اللحظة المتقدمة، فلا يزال يترقى فى الكمالات كل لحظة.

(أكمل) أى أتم‌ (النّاس) البشر الذين هم أحسن المخلوقات كلها صورا كما قال تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ‌ [2] فغيرهم من باب أولى‌ (خلقا) بفتح فسكون، و هو فى الأصل التقدير و الإيجاد، و قيل: و هو فى‌


[1] سورة الضحى: 4.

[2] سورة التين: 4.

اسم الکتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) المؤلف : البرزنجي، جعفر بن حسن    الجزء : 1  صفحة : 571
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست