اسم الکتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) المؤلف : البرزنجي، جعفر بن حسن الجزء : 1 صفحة : 530
[هجرته صلى اللّه عليه و سلم و ما وقع فى ذلك من الآيات]
(و) كان (قد أذن له) صلى اللّه عليه و سلم (فى الهجرة) إلى المدينة بقوله تعالى: وَ قُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً[1] كما أخرجه الترمذى، و صححه الحاكم. و الهجرة بكسر الهاء لغة: مفارقة بلد إلى غيره، فإن كانت قربة للّه فهى الشرعية كما وقع لكثير من الأنبياء (عليهم السلام). قال فى «النسيم»: و الهجرة ترك الوطن من الهجر بكسر الهاء و فتحها و قد تضم .. انتهى.
و أمره جبريل أن يستصحب معه أبا بكر.
(فرقبه) بفتح القاف؛ من باب قعد؛ أى رصده و انتظره (المشركون ليوردوه) أى يجعلوه واردا (بزعمهم) بفتح الزاى؛ أى بحسب ظنهم الكاذب و أملهم الخائب جاهلين بحفظ اللّه له و صيانته منهم (حياض) بكسر الحاء؛ جمع حوض (المنيّة) أى الموت شبهها بشيء يشرب له حياض فهى مكنية، و الحياض تخيل، و الإيراد ترشيح. و كان فيهم الحكم بن أبى العاص، و عقبة بن أبى معيط، و النّضر بن الحارث، و أمية بن خلف، و زمعة بن الأسود، و أبو لهب، و أبو جهل.
(فخرج) صلى اللّه عليه و سلم (عليهم) و هو يتلو قوله تعالى: يس. وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ[2] إلى قوله فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ[3] فأخذ اللّه تعالى على أبصارهم عنه فلم يبصروه (و) عند خروجه صلى اللّه عليه و سلم (نثر) طرح (على رءوسهم) كلهم (التّراب) من كف واحد بيده الشريفة (و حثاه) بمعنى نثره. قال البرهان:
و حكمة وضع التراب دون غيره: الإشارة لهم بأنهم الأرذلون الأصغرون الذين