فائدة: أمواله صلى اللّه عليه و سلم كانت من ثلاثة أوجه: من الصفى: كولى و هو ما يصطفيه صلى اللّه عليه و سلم من الغنيمة لنفسه. و من الهدية تهدى إليه و هو فى بيته لا فى الغزو من بلاد الحرب. و من خمس الخمس .. انتهى.

و نفيسة جارية أم المؤمنين زينب بنت جحش و هبتها له صلى اللّه عليه و سلم لما رضى عليها بعد أن هجرها مدة. قال فى «الإصابة»: شهرا، و فى «شرح المواهب»: بعد أن هجرها ذا الحجة، و المحرم، و صفر، و دخل عليها فى شهر ربيع الأول الذي قبض فيه .. انتهى. و سبب هجره صلى اللّه عليه و سلم [أنه‌] كان فى سفر فاعتلّ بعير صفية، و فى إبل زينب بنت جحش فضل، فقال لها: «إن بعير صفية اعتلّ فلو أعطيتها بعيرا» فقالت: أنا أعطى تلك اليهودية؟ فتركها صلى اللّه عليه و سلم‌ [1] المدّة المذكورة.

و اما الرابعة: فقال البرهان فى «النور»: لا أعرف اسمها، أصابها فى بعض السبى. و سماها الحلبي فى «سيرته»: ربيحة القرظية.

قال الحافظ فى الإصابة: ربيحة بالتصغير و المهملة مولاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذكرها ابن سعد .. انتهى.

و أخرج ابن أبى خيثمة من طريق سعيد عن قتادة قال فى ذكر سرارى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: و كانت ربيحة القرظية تكون فى نخل العالية، و كان النبيّ صلى اللّه عليه و سلم يقيل عندها أحيانا، و زعم بعضهم أن وجعه صلى اللّه عليه و سلم الذي مات فيه ابتدأه عندها.

و قال قتادة: و بعضهم يقول: ريحانة. و ذكر أبو عبيدة نحوه، و الحاصل أنهم اختلفوا فى اسم ريحانة بنت شمعون؛ فمنهم من يقول اسمها ريحانة، و منهم من يقول: ربيحة. و مقتضى كلام الحلبي فى «إنسان العيون» أن ربيحة غير ريحانة و أنها هى الرابعة .. و اللّه أعلم.

(عطّر اللّهمّ قبره الكريم، بعرف شذىّ من صلاة و تسليم اللّهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه)

[1] أخرجه أبو داود (4602)، أحمد فى مسنده (25718).