و [دعا] على عتبة بن أبى لهب: «اللهم سلط عليه كلبا من كلابك»، فأكله الأسد [2].
و [دعا] على الحكم بن أبى العاص و كان يختلج بوجهه و يغمز عند النبيّ صلى اللّه عليه و سلم فرآه صلى اللّه عليه و سلم فقال: «كن كذلك»، فلم يزل يختلج إلى أن مات.
و [دعا] على محلم بن جثامة فمات لسبع، فلفظته الأرض، ثم دفن فلفظته مرات، فألقوه بين صدين و رضخوا عليه الحجارة [3].
قال القاضى عياض: و هذا الباب أكثر من أن يحاط به .. انتهى.
قال فى «المنهج الأعدل» نقلا عن بعض العلماء: إن من أعظم معجزاته حاله صلى اللّه عليه و سلم و هو ما استمر عليه من الآداب و الأخلاق: كتأدبه بآداب القرآن، و عزائمه: كالحلم، و الصبر، و العفو مع الاقتدار؛ و كتمام التواضع للضعفاء، و الترفع على الأغنياء، و مقابلة السيئة بالحسنة؛ و كتمام الجود مع تمام الزهد فى الدنيا، و شدة الخوف من اللّه تعالى بحيث يظهر عليه أثره، و مع الفراغ من حظوظ النفس، و كالشجاعة إلى حد الغاية، و الإصرار على الدعوة مع ما يرى فيها من المتاعب و المشاق.
و منها: تكميله لغيره بحيث بلغ من الصحابة و التابعين و تابعيهم إلى مقام الولاية أكثر من عشرة آلاف، و ظهر فى أمته من العلماء المجتهدين و العباد و الزاهدين، و الأولياء العارفين، ما لا يحصى ببركته صلى اللّه عليه و سلم و تمهيده لهم من الدين و الكمالات ما كان سببا لذلك .. انتهى ملخصا.
[1] أخرجه الطبرانى فى الكبير (6235)، أبو نعيم فى معرفة الصحابة (1206)، الدارمى (2/ 97)، البيهقي فى السنن (7/ 277)، البيهقي فى دلائل النبوة (6/ 238).
[2] البيهقي فى دلائل النبوة (2/ 96)، أبو نعيم دلائل النبوة ص (163)، الشفاء (1/ 632)، الوفا ص (354).