responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) المؤلف : البرزنجي، جعفر بن حسن    الجزء : 1  صفحة : 174

و تهيئة أسباب القرب إليه، و إضافة رحمته إليه، و قصواها كشف الحجب عن قلبه حتى يراه بقلبه، و ينظر إليه ببصيرته و لسانه الذي ينطق به، فهى أعم من الخلة إذ الخلة هى تخلل العبد فى الصفات الإلهية بحيث لا يشذ منها عنه، فالخلة خاصة و المحبة عامة.

و اختلفوا فى تفضيلها، فقال جماعة: إن المحبة أفضل، و قال جماعة: إن الخلة أفضل، و يؤيد الأول حديث البيهقي فى «شعب الإيمان» عن أبى هريرة رضى اللّه عنه: «اتخذ اللّه إبراهيم خليلا، و موسى نجيّا، و اتخذنى حبيبا، ثم قال: و عزتى و جلالى لأوثرن حبيبى على خليلى و نجيى» [1] أى و على غيرهما من الأنبياء و المرسلين.

و حديث سلمان عند ابن عساكر قال: هبط جبريل على النبيّ صلى اللّه عليه و سلم فقال:

«إن ربك يقول لك إن كنت اتخذت إبراهيم خليلا فاعلم أنى قد اتّخذتك حبيبا، و ما خلقت خلقا أكرم علىّ منك، و لقد خلقت الدنيا و أهلها لأعرّفهم كرامتك و منزلتك عندى، و لولاك ما خلقت الدنيا» [2].

فالأنبياء عليهم الصلاة و السلام و إن كانوا فائزين بمحبة اللّه تعالى إياهم إلا أنهم لم يصلوا درجة محبته إياه صلى اللّه عليه و سلم؛ فكل ما لواحد منهم من المزايا من جهة اللّه تعالى مجتمع فيه صلى اللّه عليه و سلم على الوجه الأكمل الأشمل، فقد اجتمع فيه من المزايا ما تفرق فى غيره، و إن كان التحقيق أن أفضليته صلى اللّه عليه و سلم ليست لمزاياه التي اختص بها و إنما أفضليته بتفضيل من اللّه تعالى. و بما تقرر علم أن مقام المحبة فى حق نبينا صلى اللّه عليه و سلم أرقى من مقام الخلة فى حق غير نبينا.

و قول بعضهم: لا مانع من أن يوجد فى المفضول ما لا يوجد فى الفاضل يرد بأنه قد صح فى حديث المعراج عن أبى يعلى أنه قال له ربه: «اتخذتك خليلا و حبيبا» فثبت أنه خليل كإبراهيم و زاد كونه حبيبا.


[1] عزاه السيوطى فى الجامع الكبير (331) للحكيم الترمذى، و البيهقي فى الشعب و ضعفه، و الديلمى، و ابن الجوزى فى الموضوعات.

[2] قال الحافظ الشامى فى سيرته (1/ 94): سنده واه جدا. و قال السيوطى فى اللآلئ (1/ 141): موضوع.

اسم الکتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) المؤلف : البرزنجي، جعفر بن حسن    الجزء : 1  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست