اسم الکتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) المؤلف : البرزنجي، جعفر بن حسن الجزء : 1 صفحة : 172
و منها: «طوبى شجرة غرسها اللّه بيده، و نفخ فيها من روحه، تنبت بالحلى و الحلل، و إن أغصانها لترى من وراء سور الجنة» أخرجه ابن جرير عن قرة بن إياس [1].
و منها: «طوبى شجرة فى الجنة لا يعلم طولها إلا اللّه، يسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفا، ورقها الحلل، يقع عليها الطير كأمثال البخت» [2].
ثم على أنها اسم الجنة أو شجرة فيها فهو مبتدأ خبره ما بعده. و أما على أنها من الطيب فهو بدل من اللفظ بفعله و هو طاب و الأصل طاب من كان ... إلخ. و على كل فيحتمل أنه إخبار، و أنه دعاء، ثم الأولى أن يكون الأوّل هو المقصود هنا؛ و عليه أى فالجنة حاصلة (لمن) أى لشخص (كان تعظيمه) أى النبيّ صلى اللّه عليه و سلم و شرف و كرم (غاية) أى بنهاية (مرامه) بفتح الميم، اسم مفعول من رام بمعنى طلب أو مصدر ميمى بمعنى اسم مفعول (و) غاية (مرماه)، بفتح الميم و سكون الراء، ما يقصد بالرمى فشبه تعظيمه صلى اللّه عليه و سلم بالمرمى بجامع الاعتناء و القصد فى كل، فإن الرامى مثلا يعتنى غاية الاعتناء بأن لا يخطئ سهمه فيصيب ما رامه، فيجب على كل مسلم مؤمن باللّه و رسوله أن يجعل تعظيمه صلى اللّه عليه و سلم نصب عينيه و يعتنى به غاية الاعتناء حتى تصل همته العلية المشبهة بسهم الرامى إلى ما هو قاصده، و هو تعظيمه صلى اللّه عليه و سلم بحيث لا يكون فوقه شيء غير تعظيم اللّه تعالى، كيف لا و قد عظمه اللّه تعالى و شرفه و فضله على من سواه من جميع الخلق، و قربه لديه و حباه بكمال حبه، و أرسله رحمة للعالمين صلى اللّه عليه و سلم ما دامت السموات مع الأرضين.
(عطّر اللّهمّ قبره الكريم، بعرف شذىّ من صلاة و تسليم اللّهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه)
[1] عزاه السيوطى فى الجامع الكبير (15289) لابن جرير.