responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) المؤلف : البرزنجي، جعفر بن حسن    الجزء : 1  صفحة : 17

مقدمة فى أصل عمل المولد [1]

اعلم أنه بدعة لأنه لم ينقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة الفاضلة التي شهد النبيّ صلى اللّه عليه و سلم بخيريتها، لكنها بدعة حسنة لما اشتملت عليه من الإحسان الكثير للفقراء، و من قراءة القرآن و إكثار الذكر و الصلاة على النبيّ، و إظهار الفرح و السرور به صلى اللّه عليه و سلم، و لأجل ذلك لما ظهرت بعد تلك القرون الثلاثة لم يزل أهل الإسلام فى سائر الأقطار يحتفلون فى شهر مولده- خصوصا فى ليلته- بعمل المولد، فى ولائم مشتملة على كثرة المطاعم و الإحسان و الصدقات و المبرات، مع الإكثار من قراءة القرآن و الذكر، و قراءة مولده و ما ورد فيه من الخبر الثابت و ما اشتمل عليه من كراماته و معجزاته.

على أنه ليس قيدا فى استحباب عمل المولد المذكور و إنما هو لزيادة الأجور، و لقد قال الإمام الجليل الشمس ابن الجوزى‌ [2]: إن مما جرب أن من فعل ذلك كان له أمانا فى ذلك العام.

و أول من أحدث ذلك الملك المظفر صاحب إربل، و كان يحتفل فيه احتفالا هائلا.

قال سبط ابن الجوزى فى «مرآة الزمان» حكى لى بعض من حضر سماط المظفر فى بعض الموالد أنه عدّ فيه خمسة آلاف رأس غنم شوى، و عشرة آلاف دجاجة، و مائة فرس، و مائة ألف صحن حلوى. و كان يحضر عنده فى المولد أعيان العلماء و الصوفية، فيخلع عليهم و يطلق لهم العطية، و كان يصرف على‌


[1] أفردها بالتأليف- بين مؤيد و معارض-: الحافظ السيوطى «حسن المقصد فى عمل المولد»، و ابن حجر الهيثمى «أصل عمل المولد النبوى». و انظر آراء الفريقين فى السيرة النبوية (1/ 459).

[2] هو محمد بن محمد بن محمد بن على بن يوسف، أبو الخير، شمس الدين العمرى الدمشقى، الشافعى، الشهير بابن الجوزى (751- 833 ه) حافظ، مقرئ، توفى فى شيراز. انظر: الأعلام (7/ 45)، شذرات الذهب (7/ 204).

اسم الکتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) المؤلف : البرزنجي، جعفر بن حسن    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست