أجمع أهل البيت و تصافق أولياؤهم في كل خلف على أنّ القربى إنّما هم:
علي و فاطمة و ابناهما، و أنّ الحسنة في الآية إنّما هي مودّتهم، و أنّ اللّه تعالى غفور شكور لأهل ولايتهم [3]. و هذا عندنا من الضروريات المفروغ عنها، و فيه صحاح متواترة عن أئمة العترة الطاهرة، و أليك ما هو مأثور عن غيرهم:
أخرج أحمد [4] و الطبراني [5] و الحاكم [6] و ابن أبي حاتم [7]، عن ابن عباس «كما نصّ عليه ابن حجر في تفسير الآية 14 من الآيات التي أوردها في
[1] القربى مصدر كالزلفى و البشرى و هي بمعنى القرابة، و الاستثناء هنا متصل، و المعنى: لا أسألكم على أداء الرسالة شيئا من الأجر إلّا أن تودوا قرابتي، فهو على حدّ قول القائل:
و لا عيب فيهم غير أن سيوفهم * * * بهن فلول من قراع الكتائب
و يجوز أن يكون الاستثناء منقطعا، أي: لا أسألكم عليه أجرا قط، و لكن أسألكم أن تودّوا قرابتي. و كيف كان فمودتهم فريضة.
[4] كتاب الفضائل لأحمد: [ج 2 ص 669]، قال: و فيما كتب إلينا محمد بن عبد اللّه بن سليمان يذكر أنّ حرب بن الحسن الطحّان حدّثهم، قال: حدّثنا حسين الأشقر عن قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: لمّا نزلت (قل لا أسألكم عليه أجرا إلّا المودة في القربى)، قالوا: يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: علي و فاطمة و ابناهما.
[5] المعجم الكبير من ترجمة الإمام الحسن عليه السلام: ج 3 ص 39.
[6] المستدرك على الصحيحين، من كتاب التفسير، سورة الشورى: ج 3 ص 51 قريبا منه.
[7] تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم: ج 10 ص 3276.