(أحدهما): إنّ الآية دلّت على عصمة الخمسة، لأنّ الرجس فيها عبارة عن الذنوب، كما في الكشاف [1] و غيره [2].
و قد تصدّرت بأداة الحصر، و هي: «إنّما»، فأفادت أنّ إرادة اللّه تعالى في أمرهم مقصورة على إذهاب الذنوب عنهم، و تطهيرهم منها، و هذا كنه العصمة و حقيتها [3].
[2] التفسير الكبير: ج 9 ص 168، تفسير التحرير و التنوير لابن عاشور ج 22 ص 14، تفسير القشيري المسمى بلطائف الإشارات ج 3 ص 38، نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي ج 6 ص 103، البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي ج 8 ص 478.
[3] أورد النبهاني في أول كتابه «الشرف المؤبد» هذه الآية، فنقل عن جماعة من الأعلام ما يدل على أنّهم قد فهموا منها عصمة أهلها عليهم السلام.
و أليك ما نقله بعين لفظه:
قال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تفسيره يقول اللّه تعالى: «إنما يريد اللّه ليذهب عنكم السوء و الفحشاء يا أهل محمد و يطهركم من الدنس الذي يكون في معاصي اللّه تطهيرا».
«قال»: و روى عن أبي زيد أن الرجس هاهنا الشيطان.
«قال»: و ذكر أي الطبري بسنده الى سعيد بن قتادة أنه قال قوله: «إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا» فهم أهل بيت طهرهم الله من السوء و خصّهم برحمة منه.
«قال»: و قال ابن عطية: و الرجس اسم يقع على الإثم و العذاب و على النجاسات و النقائص، فأذهب اللّه جميع ذلك عن أهل البيت.
«قال»: و قال الإمام النووي: قيل هو الشك، و قيل العذاب، و قيل الإثم.
قال الأزهري: الرجس اسم لكل مستقذر من عمل و غيره. ا ه.-