ولد السيّد عبد الحسين شرف الدين- رضوان اللّه عليه- في الكاظمية سنة 1290 ه، من أبوين كريمين، تربط بينهما أواصر القربى، و يوحد نسبهما كرم العرق، فأبوه الشريف يوسف بن الشريف جواد بن الشريف إسماعيل، و أمه البرة (الزهراء) بنت السيد هادي ابن السيّد محمّد علي، منتهيين بنسب قصير إلى شرف الدين أحد أعلام هذه الاسرة الكريمة.
ثم درج في بيت مهدت له أسباب الزعامة العلمية؛ و رفعت دعائمه على أعلام لهم في دنيا الإسلام، ذكر محمود، و فضل مشهود، و خدمات مشكورة، فكانت طبيعة الارث الأثيل، تحفزه للنهوض من جهة، و دواعي الحياة تشحذ ثباته، و تصفي جوهره من جهة اخرى، و تربيته الصالحة- كانت قبل ذلك- تصوغه على خير مثال يصاغ عليه الناشئ الموهوب، فهو أنى التفت من نواحي منشئه الكريم، استقى النشاط و التوفر على ما بين يديه من حياة: مؤملة لخيره و لخير من وراءه من الناس.
ثم شبل في هذا البيت الرفيع؛ يرتع في رياض العلم و الأخلاق، و يتوقل في معارج الكرامة، فلمّا بلغ مبلغ الشباب الغض اصطلحت عليه عوامل الخير، و جعلت منه صورة للفضيلة، ثم كان لهذه الصورة التي انتزعها من بيته و بيئته أثر واضح في نشأته العلمية، ثم في مكانته الدينية بعدئذ، فلم يكد يخطو الخطوة