و لعمري أنّ لهم في الإسلام رتبة بعيدة المرتقى، باذخة الذرى، و حسبهم ما في الذكر الحكيم من الثناء عليهم، و البشارة بهم في عدّة آيات:
إحداها: قوله تعالى: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ[1] الآية و هي 54 من سورة المائدة:
إذ قيل في تفسيرها- كما في مجمع البيان و غيره- أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله سئل عنهم، فضرب بيده على عاتق سلمان، فقال: «هذا و ذووه».
ثم قال: «لو كان الدين معلّقا بالثريا لتناوله رجال من أبناء فارس».
و الثانية: قوله عزّ من قائل في سورة محمد صلّى اللّه عليه و آله مخاطبا للمقصرين من مسلمي العرب: وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ[2]؛ اذ رووا في تفسيرها- كما في مجمع البيان و غيره- أن ناسا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قالوا: يا رسول اللّه، من هؤلاء الذين ذكرهم اللّه في كتابه؟
و كان سلمان الى جنب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فضرب يده على فخذ سلمان، فقال: «هذا و قومه، و الذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس».
الثالثة: قوله عز و جل في سورة الجمعة: وَ آخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ[3].
إذ رووا في تفسيرها- كما في مجمع البيان و غيره- أن النبي صلى صلّى اللّه عليه و آله قرأ