و إنّ للمؤمنين في تعظيم شعائر اللّه عز و جل، بتشييد المعابد و المشاهد و المعاهد أيادي بيضاء غرّاء، تستوجب الحمد و الثناء، و لا سيما إيران، و ما أدراك ما إيران؟
شعب أخلص للّه عز و جل في طاعته، و انقطع الى رسول اللّه و أهل بيته في ولائه، ينهج في الدين سبيلهم، و يقفو فيه أثرهم، و لا يطبع إلّا على غرارهم، و له في تعظيم شعائرهم و مشاعرهم التي أذن اللّه أن ترفع بالقيام عليها غاية تتراجع عنها سوابق الهمم؛ و لا سيما ما كان منها في العراق و خراسان.
و قد حمل الإيرانيون اليوم الى عقيلة الوحي و النبوة هذا الضريح، يزري بالعقيان، و بما هو أغلى و أعلى من العقيان و الجواهر، بوّءوه ضريحها الشريف، فتبوءوا بذلك ذروة الشرف، و نالوا به من الفردوس أعلى الغرف، جدّدوا به قديم نعمائهم في جميع المشاهد المشرفة، و استأنفوا ماضي ايلائهم، أدام اللّه لهم سوابغ النعم، و جدّد لهم نوابغ القسم، و ضاعف لهم هباته المتناسقة، و ظاهر عليهم آلاءه المترادفة.