و هذه أمّ المصائب عقيلة الوحي و النبوة، و خفرة علي و فاطمة: زينب، بلغ من عناية اللّه تعالى بها و كرامتها عليه، أن كان مشهدها هذا منذ حلّت في رمسه كل سنة هو أفخم و أعظم منه في سابقتها، حتى بلغ اليوم أوج العظمة و العلاء.
يحفّ المسلمون بهذا المشهد، و يعتصمون به، فإذا هو على الدوام أمل الراغب الراجي عفو ربه عن ذنوبه، و أمن الراهب التائب اللاجئ في ستر عيوبه، يتضرع به الى اللّه تعالى في طلب حوائجه الدنيوية و الأخروية، منيبا إليه، توابا مخلصا للّه في ذلك ليغفر ذنوبه، و يستر عيوبه، و يقضي حوائجه، متوسلا إليه تعالى بأم المصائب في سبيله عز و جل.
هذا شأن المخلصين للّه تعالى في حفظ رسول اللّه في عترته من بعده، يعظّمون شعائرهم؛ لأنّها من شعائر اللّه تعالى وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ[1].