اسم الکتاب : القواعد العامة في الفقه المقارن المؤلف : الحكيم، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 82
الفرع الرابع شبهات حول مدلول القاعدة الشبهة الأولى: إجمال القاعدة
المراد من إجمال القاعدة: بدعوى أنّ الأحاديث التي اعتبرناها مصدرا للقاعدة، و حاولنا أن نستفيد منها ما يلقي الأضواء على مدلولها، لا تخلو من إجمال؛ لخروج المورد في بعضها عن المدلول الظاهر لها، و خروج المورد ممّا لا يستساغ في محاورات أهل العرف عادة.
فألفاظ الحديث و إن سلّم أنّها ظاهرة في نفي التشريعات الضرريّة و الضراريّة، إلاّ أنّ ما ورد في بعض ألسنته من اتخاذها كبرى لإثبات حكم، لا نفيه، ممّا يوقف ذلك الظهور؛ للشكّ في انعقاده مع احتمال قرينيّة الموجود على إرادة خلافه، و القول بخروج المورد عن القاعدة بعيد لا يمكن نسبته إلى الشارع.
و يتّضح ذلك من الحديث السابق الذي تعرّض لقصة الأنصاري مع سمرة، حيث جاء فيه أمره صلّى اللّه عليه و آله للأنصاري بقلع الشجرة:
«اذهب فاقلعها وارم بها إليه فإنّه لا ضرر و لا ضرار» . [1]