responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القواعد العامة في الفقه المقارن المؤلف : الحكيم، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 109

قاعدة مستقلّة يأتي الحديث عنها إن شاء اللّه تعالى. [1]

نعم؛ لو أمكن أن نتصوّر أنّ ترك محرّم ما-و هو عدم-يمكن أن يكون علّة في إحداث ضرر ما؛ يكون ذلك مشمولا للقاعدة، إلاّ أنّنا لا نتصوّره في جلّ المحرّمات؛ فهي إذا خارجة عن هذه القاعدة تخصّصا.

و ما يقال عن المحرّمات بالتقريب الذي ذكرناه يقال عن الأمور العدميّة.

رابعا: القاعدة و الأمور العدميّة

و يقصد بالأمور العدميّة: الأمور التي لم يرد من الشارع حكم فيها، و عدم وروده يستلزم الضرر.

فالشارع-مثلا-لم يشرّع الضمان على الدولة لإنسان ما إذا تلف ماله بآفة سماويّة، و بما أنّ عدم تشريعه ضرر على ذلك الإنسان، فهل يمكن أن نرفع هذا العدم بقاعدة (لا ضرر) ؟و رفع العدم معناه إيجاد الضمان في المثال؛ فنحكم بضمان الدولة لهذا الإنسان استنادا إلى هذه القاعدة. [2]

و الجواب على ذلك بالنفي، و يتّضح ممّا سبق أن ذكرناه من أنّ هذه القاعدة إنّما


[1] . و هي قاعدة «الضرورات تبيح المحظورات» يأتي الحديث عنها في صفحة 120 و ما بعدها و 206 و ما بعدها.

[2] . و في هذه النقطة تختلف النظرية الإسلامية عن النظرية الوضعية بالنظر إلى الكسب الضائع، فيغلب على النظم القانونية الحديثة الاتجاه إلى حساب التعويض على أساس معدّلات الكسب السابقة، و ما كان يستطيع المتضرّر كسبه لنفسه و لأفراد أسرته لو لم تقع له هذه الإصابة، و يعني ذلك أنّ التاجر الذي يصاب و هو في سن الخمسين بإصابة تمنعه عن العمل و تلزمه الدار، سيأخذ تعويضا يقدّر على أساس أرباحه السابقة من عمله، فإذا كان يكسب مائة قبل الإصابة، أعطي نسبة كبيرة منها. و يختلف ما يستحقّه ضمانا إذا كان ربحه أكثر من مائة أو أقل منها، و يقدّر الواجب في مقدار مقطوع على أساس ضرب مقدار هذا الربح في عدد السنوات التي يتوقّع لمثله الاستمرار في هذا العمل. ضمان العدوان في الفقه الإسلامي: 431.

اسم الکتاب : القواعد العامة في الفقه المقارن المؤلف : الحكيم، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست