responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 91

لقِّنوا موتاكم شهادة أنْ لا إله إلاَّ الله والولاية

عن أبي بصير ، عن أبي جعفر الباقر (عليهما السلام) قال : كنَّا عنده ، وعنده حَمران ، إذ دخل عليه مولى له ، فقال : جُعلت فِداك هذا عَكرمة في الموت .

وكان يرى رأي الخوارج ، وكان مُنقطعاً إلى أبي جعفر .

ـ (أنظروني حتَّى أرجع إليكم) .

فقلنا : نعم . فما لبث أنْ رجع .

فقال : (أما إنِّي لو أدركت عَكرمة ، قبل أنْ تقع النفس موقعها لعلَّمته كلمات ينتفع بها ، ولكنِّي أدركته ، وقد وقعت النفس موقعه) .

قلت : جُعلِت فِداك ، وما ذاك الكلام ؟

قال : (هو ـ والله ـ ما أنتم عليه ، فلقِّنوا موتاكم شهادة أنْ لا إله إلاّ الله والولاية) .

فالإمام الباقر (عليه السلام) يقول : لو أنِّي وصلت إلى عَكرمة ، قبل أنْ تصل روحه إلى مكانها وموقعها الروحاني ، في عالم ما بعد الموت ، لعلَّمته كلمات يستفيد منها ، وهنا سأله أبو بصير :

وما هو الكلام الذي أردت أنْ تُعلِّمه له ؟

فقال الباقر (عليه السلام) : والله ، أردت أنْ أُعلِّمه الذي تؤمنون به أنتم ، أيْ : إنَّ الإمام أراد أنْ يُعرِّف السائل ، ويُلفت انتباهه إلى المقام الشامخ لولاية علي (عليه السلام) ، ويُطلعه على الخطأ الذي ارتكبه الخوارج بحَقِّ عليٍّ (عليه السلام) ، لعلَّه يرجع عن تأييده لموقف الخوارج ، ويُنزِّه ويُطهِّر ضميره مِن سوء الظَّنِّ بالإمام عليٍّ (عليه السلام) ، ويُغادر هذه الدنيا بقلب سليم ونقيٍّ [1] .


[1] المعاد ، ج1 .

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست