يوسف الصِّدِّيق ابن النبي يعقوب ، هذا الطفل المحبوب ، تلقَّى درس الإيمان بالله مِن أبيه العظيم ، ونشأ طفلاً مؤمناً في حِجر يعقوب ... ولقد نقم إخوته الكِبار منه ، وصمَّموا على إيذائه ؛ فأخذوا الطفل معهم إلى الصحراء ، وبعد أساليب مؤلمة ووحشيَّة فكَّروا في قتله ، ثمَّ انصرفوا عن هذه الفكرة إلى إلقائه في البئر ...
وكانت النتيجة أنْ بيع الطفل في مِصر بثمنٍ بخسٍ .
ولمعرفة عمره عندما ألقي في البئر يقول أبو حمزة : قلت لعليِّ بن الحسين (عليهما السلام) : ابنُ كمْ كان يوسف ، يوم ألقوه في الجُبِّ ؟
فقال : (ابن تِسع سنين) .
ماذا يُتوقَّع مِن طفل ، لا يتجاوز عمره التِّسع سنوات ، في مِثل هذه الظروف الحَرِجة والمؤلمة ؟!
أليس الجواب هو الجَزع والاضطراب ؟! في حين أنَّ قوَّة الإيمان ، كانت قد منحت يوسف حينذاك مَقدرةً عجيبةً ، وتطامناً فائقاً ، ففي الحديث : (لمَّا أُخرج يوسف مِن الجُبِّ واشتري ، قال لهم قائل : استوصوا بهذا الغريب خيراً .