قصد المأمون بغداد بعد وفاة الإمام الرضا (عليه السلام) ، وخرج يوماً للصيد ، فمَرَّ في أثناء الطريق برَهط مِن الأطفال يلعبون ، ومحمد بن علي الجواد (عليه السلام) معهم ، وكان عمره يومئذٍ إحدى عشرة سنة فما حوله ... فلمَّا رآه الأطفال فرُّوا ، بينما وقف الجواد (عليه السلام) في مكانه ولم يَفرَّ . مِمَّا أثار تَعجُّب المأمون ؛ فسأله :
لماذا لم تلحق بالأطفال حين فرُّوا ؟
ـ يا أمير المؤمنين ، لم يكن بالطريق ضِيقٌ لأوسِّعه عليك بذهابي ، ولم يكن لي جريمة فأخشاها ، وظنِّي بك حَسنٌ أنَّك لا تضرب مَن لا ذنب له فوقفت .
تعجَّب المأمون مِن هذه الكلمات الحكيمة ، والمنطق الموزون ، والنبرات المُتَّزنة للطفل فسأله : ما اسمك ؟
ـ محمد .
ـ محمد ابن مَن ؟
ابن عليٍّ الرضا . . .
عند ذاك ترحَّم المأمون على الرضا (عليه السلام) ، ثمَّ ذهب لشأنه [1] .