الحمد لله الواحد المنَّان ، الذي خلق الإنسان ، وعلَّمه البيان ووضع الميزان ، والصلاة الأبد ، والسلام السرمد على مَن بُعث إلى الخلائق بالقرآن ، وعلى آله الأطهرين ، الذين هم أمناء الرحمان .
أمَّا بعد :
فلا يخفى على أحد ، أنَّ التربية جزء لا يتجزَّأ مِن الحياة الإنسانيَّة ، وقد مَنَّ الله تعالى على عباده ؛ إذ بعث فيهم رسولاً ، يتلو عليهم آياته ، ويُزكِّيهم ويُعلِّمهم الكتاب والحِكمة .
ولا ريب ، بأنَّ الله تعالى أنزل القرآن هُدىً للمُتَّقين ، الذين يؤمنون بالغيب و ...
وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنَّ قومي اتَّخذوا هذا القرآن مهجوراً ...) ، وفي كلام آخر قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنِّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعِترتي ، ما إنْ تمسَّكتم بهما لن تضلوا ...) .
والتربية للإنسان ، هي الهداية والنجاة مِن الضلالة . وغنيٌّ عن البيان ، بأنَّ التربية الإسلاميَّة ، هي الطريق والسبيل الوحيد للنجاة مِن الضلالة ؛ فيجب على مَن يطلب السعادة في الدارين ، أنْ يتمسَّك بالتربية والشريعة الإسلاميَّة .
فنجد في هذه الشريعة المُقدَّسة رجالاً ، يتمثَّلون تعاليم هذه الشريعة المُقدَّسة ، قد أدَّبهم الله فأحسن تأديبهم ، والتزموا هذا الأدب والتربية الإلهيَّة .