responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 403

المال يجمعه الناس فيما بينهم ؛ لكي يصرف النظر عن إصراره على أنْ يكون تبليط المسجد مِن تلك الصخرة ويرضى بتبليطه بالطابوق العادي .

جمع الناس المال وأعطوه لمأمور الخليفة ، وبدأوا بتبليط أرض المسجد الجامع وحمل الكاتب الأموال التي جمعها على عدد مِن الإبل واتَّجه إلى بغداد .

في موعد عبور الخليفة أوقف الجمال في طريقه ووقف على رأسها . وعند وصول الخليفة نادى : يا خليفة المسلمين ، لمَن أُسلِّم هذه الأموال ؟

فسأل المُعتصم : أيُّ أموال ؟

فقال : هذا حاصل الوظيفة التي عهدت بها إليَّ ، وهو يبلغ بضعة آلاف درهم فأمر بتسلمها .

سأل الخليفة بعض الحاشية عن الوظيفة التي يتحدَّث عنها الرجل ؟

فقالوا : تبليط أرض المسجد الجامع في البصرة .

فقال المُعتصم : إنَّ مَن يستخرج هذا المبلغ مِن المال مِن مثل هذا العمل لجدير بأعمال كبيرة ! فعيَّنه بمنصب كاتب في الديوان .

على الرغم مِن أنَّ هذا الرجل قد احتال لخُطَّته بذكاء وبتدبَّر النتائج والنظر إلى المُستقبل ، فأثبت جدارته للعمل في حُكم المُعتصم فحَظي بمنصب كاتب في ديوان الخلافة ، فإنَّ الأخلاق الإسلاميَّة ترى في هذا اللون مِن التدبير وتدبُّر العواقب المبنيِّ على الغِشِّ والخيانة عملاً غير مشروع وغير عقلاني ؛ لأنَّ العقل هو حُجَّة الله تعالى ؛ ولذلك فإنَّه لا يُمكن أنْ يقود الإنسان إلى طريق الإثم والفساد [1] .


[1] الأخلاق ، ج2.

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 403
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست