يُنقل عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قصَّ على أصحابه الحكاية التالية :
(كان لمسلم صديق غير مسلم يسكن في جواره ، وكان المسلم لا يفتأ يُحدِّثه عن دين الإسلام الإلهي ، ويُرغِّبه في اعتناق الإسلام حتَّى استجاب جاره له واعتنق الإسلام ، فما كان مِن المسلم في اليوم التالي إلاَّ أنْ نهض عند طلوع الفجر إلى المسجد لأداء صلاة الصبح جماعة .
انتهت الصلاة وتفرَّق الناس تدريجيَّاً ، فاقترح المسلم على صاحبه أنْ يَبقيا في المسجد ، يذكران الله حتَّى طلوع الشمس .
وطلعت الشمس فاقترح عليه أنْ ينويا الصوم لذلك اليوم ، ويبقيا في المسجد حتَّى الظهر ليُعلِّمه القرآن ، وحان الظهر فصلَّيا الظهر ، ومِن ثمَّ صلَّيا العصر جماعة .
وإذ همَّ الجار بالخروج مِن المسجد ، اقترح عليه صاحبه أنَّ مِن الأفضل له أنْ يبقى في المسجد حتَّى أداء صلاتي المغرب والعشاء ، وقام الجار الحديث الإسلام مُتعباً وقد فقد صبره ، فيمَّم شطر بيته مع جاره المسلم ، وفي فجر اليوم التالي نهض الجار المسلم عازماً تَكرار برنامج اليوم السابق ، فجاء يطرق باب جاره ليَصحبه إلى المسجد ، فخرج إليه الرجل وقال له :
اتركني وشأني ؛ إنَّ دينك هذا صعب لا طاقة لي به) [1] .