responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 358

تغافل في مَحلِّه

كان هارون الرشيد يخرج إلى الصيد ، وفي أحد المَرَّات وصل إلى بُستان معمور فسأل : لمَن هذا البُستان ؟

قالوا : هو لرجل مجوسيٍّ .

فقال : أُريد هذا البستان ، ولا بُدَّ مِن شرائه .

فقال الوزير : قد كلَّمناه في هذا الأمر عِدَّة مَرَّات فلم يوافق .

فقال هارون الرشيد : ما العمل حتَّى يصبح هذا البُستان مِن أملاكي ؟

قال الوزير : نقول له : إنَّ الخليفة نزل في بُستانك ، ونسأله لمَن هذا البستان ؟

سوف يقول : إنَّه لحضرة الخليفة هارون الرشيد ، وسوف نعتبر هذه الجُملة مُستمسكاً ونُعطيه المبلغ مع بعض جوائز .

وافق هارون على ذلك ، ثمَّ نزل هارون في ذلك البُستان وبعد فترة جاء المجوسيُّ وأدَّى التحيَّة باحترام . وعندما سأله هارون : لمَن هذا البستان ؟

قال : كان ملك أبي واليوم أصبح ملكي ، ولا أعرف غداً لمَن يكون ؛ فأثَّر كلام المجوسيِّ في نفس هارون الرشيد .

قال : إنَّك حفظت بُستانك بهذا الكلام وقد غلبتنا بالحيلة .

كان المجوسيُّ عارفاً بالآداب والأعراف ، ويعلم أنَّه عندما يسأل هارون لمَن هذا البستان ؟ يجب أنْ يُقال له : إنَّه لخليفة المسلمين . ولكنَّه تغافل عمَّا يعلم وأظهر أنَّه لا علم له بما جرت عليه العادة . وعلى أثر هذا التغافل المؤدَّب ، الذي جاء في محلِّه أمكن حَلُّ المُشكلة ، واستفاد المُتغافل مِن نتيجة تغافله الإيجابيِّ المُفيد [1] .


[1] الأخلاق ، ج1 .

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 358
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست