قتل يزيدُ الإمام الحسين (عليه السلام) ؛ لتثبيت قُدرته وتحكيم أُسس حكومته ؛ فأحدث فاجعة كربلاء بذلك الوضع المُزري ، الذي بعث الاشمئزاز منه ، في جميع أرجاء الدولة الإسلاميَّة ، وقام الناس في المدينة مُطالبين بعزل يزيد عن الخلافة بكلِّ صراحة ، فكان رَدُّ فعله أنْ أقدم على جريمة جديدة ، فولغ في دماء أهل المدينة وأعراضهم ، مِن خلال الجيش الجرَّار ، الذي بعث به إلى الشام ، ففعلوا ما فعلوا مِمَّا يَندى له جبين الإنسانيَّة .
يذكر لنا المؤرِّخون : أنَّ أحد جنود الشام ، دخل إلى بيت امرأة قريبة عهد بوضع حملها ، حيث كانت ترقد في الفراش ، فطلب منها مالاً ، فأقسمت المرأة التي كانت قد فقدت كلَّ شيء في غارة أهل الشام على المدينة : بأنَّها لا تملِك شيئاً ، ثمَّ خابت وليدها قائلة : والله ، لو كنت أملِك مِن حِطام الدنيا شيئاً ، لافتديت به ، وحقنت به دمك . وهنا وجَم الجندي قَسيُّ القلب ، البعيد عن الإيمان ؛ إذ يَئِس مِن الحصول على المال ، فاختطف الطفل مِن أُمِّه وهي تُرضعه ، ورمى به إلى الجدار بشِدَّة ؛ فتهشَّم مُخَّه .. [1] .