responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 300

أعتق مِن العبيد

بقدر ما قتلت مِن بناتك

كان قيس بن عاصم في الجاهليَّة ، مِن رؤساء القبائل وأشرافها ، أسلم بعد ظهور الإسلام ، سعى في أواخر عمره إلى نيل المغفرة مِن الله تعالى على ما كان قد ارتكب مِن آثام ، فحضر مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وقال :

في الماضي ، دفعت الجاهليَّة الآباء إلى أنْ يدفنوا بأيديهم بناتهم البريئات وهُنَّ أحياء ، وقمتُ أنا نفسي بوأد اثنتي عشرة مِن بناتي ، في فترات مُتقاربة ، أمَّا الثالثة عشرة فقد وضعتها زوجتي في الخفاء وأظهرت لي أنَّ الوليد نزل ميِّتاً ، بينما أرسلت البنت إلى أهلها دون علمي .

مضت السنون حتَّى اتَّفق يوماً أني كنت عائداً مِن رحلة لي ، فوجدت صبيَّة صغيرة في داري وإذا لاحظت شبهها الشديد بأولادي ، راودني الشكُّ فيها .

وأخيراً علمت أنَّها ابنتي فأخذت بيد البنت وهي تصرخ باكية ، وجرجرتها إلى مكانٍ بعيد ، دون أنْ ألتفت إلى توسُّلاتها ، والعهد الذي قطعته على نفسها بأنَّها سوف تعود إلى أخوالها ، ولن تجلس على مائدتي أبداً ، ولكنْ مع ذلك دفنتها حيَّة .

سكت قيس ينتظر جواباً .

كانت الدموع تنهمر مِن عيني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وهو يقول هامساً :

(مَنْ لا يَرحم لا يُرحَم) .

ثمَّ التفت إلى قيس وقال : (ينتظرك يوم سيّئٌ) .

فسأله قيس : ماذا أفعل لأخُفِّف مِن آثامي ؟

قال النبي : (أعتق مِن العبيد بقدر ما قتلت مِن بناتك) [1] .


[1] الأخلاق ، ج1 .

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 300
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست