كان عمّار بن ياسر مِن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وقد تحمَّل بعد إسلامه الكثير مِن العذاب على أيدي المُشركين .
وفي حرب صِفِّين كان عمّار بين صفوف وجند أمير المؤمنين (عليه السلام) ، ونال الشهادة في تلك الحرب . كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حياته قد أخبر خبرين غيبيَّين عن عمّار ، وبعد مضيِّ سوات طويلة تحقَّق الخبران .
الأول : هو أنَّه قال :
(إنَّ عمّاراً سوف تقتله الفئة الباغية) .
وكان هذا الخبر قد سمعه أُناس كثيرون مِن النبي مُباشرة ، أو مِمَّن سمعه مِن النبي الكريم ، حتَّى إنَّ بعضهم اتَّخذ مِن ذلك وسيلة للتمييز بين أتباع الحَقِّ وأتباع الباطل في حرب صِفِّين .
شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسُلُّ سيفاً . وشهد صِفِّين ولم يُقاتل ، وقال : لا أُقاتل حتَّى يُقتل عمّار فأنظر مَن يقتله ؛ فإنِّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : (... تقتله الفئة الباغية) .
فلمَّا قُتل عمّار قال خزيمة : ظهرت لي الضلالة . ثمَّ ندم وقاتل حتَّى قُتِل .
قال عمّار بن ياسر يوم صِفِّين : ائتوني بشربةٍ ، فأُتي بشربة لبن فقال : إنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : (آخر شربة تشربها مِن الدنيا شربة لبن) [1] .