responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 289

سُئل أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) : أيصلح السجود لغير الله تعالى ؟ قال : (لا) .

قيل : فكيف أمر الله الملائكة بالسجود لآدم ؟!

فقال : (إنّ مَن سَجَدَ بأمر الله فقد سجد لله فكأنَّ سجوده لله ؛ إذ كان عن أمر الله تعالى) .

وكان يومئذ مِن الرسوم المالوفة أنْ يسجد للنجَّاشي كلُّ مَن يدخل عليه ، كدليل على تذلُّل وخُضوعه له . وقد شقَّ ذلك على المُهاجرين ؛ إذ كان السجود للنجّاشي يتعارض والحُرِّيَّة الإسلاميَّة ، ويُناقض المبدأ الذي تقوم عليه كلمة التوحيد ، كما أنَّ الامتناع عن السجود كان يُمكن أنْ يُثير غضب النجّاشي فيأمر بطردهم مِن البلاد ، فكانت حياتهم بذلك تتعرَّض للخطر أو يتعرَّضون للانتقام والتعذيب على أيدي المُشركين . وهكذا كانوا على مُفترق طريقين ، وكان عليهم أنْ يتَّخذوا القَرار فوراً . لقد كان الإيمان بالله وبالتوحد على درجة مِن الرسوخ والعُمق في نفوسهم بحيث إنَّهم قرَّروا عدم السجود للنجّاشي ، وليكُن ما يكون بعد ذلك .

يقول جعفر الطيَّار ـ أحد هؤلاء المُهاجرين ـ :

دخلنا مجلس النجّاشي ولم نسجد ، فقال مَن حضره : ما لكم لا تسجدون للملك ؟

قلنا : لا نسجد إلاَّ لله عَزَّ وجَلَّ [1] .


[1] كتاب آية الكرسي .

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 289
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست