ما رأيت مُعلِّماً أرفق مِن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
كان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) يتصرَّف برِفقٍ لهداية الناس ، ويُذكِّرهم بالتعاليم الإصلاحيَّة بكلِّ أدبٍ ولين ، وهذا العمل بحدِّ ذاته كان مِن عوامل نفوذ كلامه (صلى الله عليه وآله) في قلوب الناس .
عن هلال بن الحكم قال : لمَّا قَدِمت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) علمت أُموراً مِن أُمور الإسلام ، وكان فيما علمت ، قيل لي : إذا عطست ، فاحمد الله ، وإذا عطس العاطس اطلب الرحمة له .
فبينا أنا في الصلاة خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ عطس رجل ، فقلت : يرحمك الله . فرماني القوم بأبصارهم ، فقلت : ما لكم تنظرون إليَّ بعين شَزَر ؟! فسبَّح القوم فلمَّا قضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاته ، قال : (مَن المُتكلِّم ؟) .
قالوا : هذا الأعرابي ، فدعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال :
(إنَّما الصلاة للقراءة ولذكر الله عَزَّ وجَلَّ ، وإذا كنت في الصلاة فليكُن ذلك حالك) . قال: فما رأيت مُعلِّماً أرفق مِن رسول الله (صلى الله عليه وآله)[1] .