خرج الإمام الصادق (عليه السلام) مع رفيقين له أحدهما (مرازم) والآخر (مصادف) وينقل محمد بن مرازم عن أبيه حادثاً وقع أثناء خروجهم ، فيقول : خرجنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) حيث خرج مِن عند أبي جعفر المنصور مِن الحِيرة ، فخرج ساعة أذِنَ له وانتهى إلى السالحين (قرية تبعُد أربعة فراسخ عن بغداد) في أوَّل الليل ، فعرض له عاشر مِن قبل الدولة ، كان يستحصل رسوم الدخول في السالحين فقال له : لا أدعك تجوز فألحَّ عليه وطلب إليه ، فأبي إباءً وأنا ومصادف معه ، فقال له مصادف :
جُعِلت فِداك ! إنَّما هذا كلب قد آذاك وأخاف أنْ يَرُدَّك ، وما أدري ما يكون مِن أمر أبي جعفر وأنا ومرازم ، أتأذن لنا أنْ نضرب عُنقه ، ثمَّ نطرحه في النهر ؟
فقال : (كُفَّ يا مصادف) ، فلم يَزل يطلب إليه حتَّى ذهب مِن الليل أكثره فأذِنَ له فمضى .
فقال : (يا مزمار ، هذا خيرُ أمْ الذي قلتماه ؟) .
فقال : هذا ، جُعِلت فِداك .
فقال : (إنَّ الرجل يخرج مِن الذُّلِّ الصغير فيُدخِله ذلك في الذُّلِّ الكبير) [1] .