ما أكثر الأشخاص ، الذين توصَّلوا إلى اكتشاف حقائق مجهولة ، في الماضي والحاضر ، عن طريق الأحلام ، ولطالما أخبر الحُلْم بصراحة ، أو بشيء مِن الاختلاف ، وبمُساعدة التفسير عن بعض الحقائق ، التي لم تكن تخطر على بال الحالم ، أو ضميره الباطن ! وإنَّ هذه الطائفة مِن الأحلام مِن الكثرة ، بمقدار أنَّها لا تقبل الإنكار والتكذيب ، وهناك في الأُسر الشرقيَّة والغربيَّة أفراد عديدون ، تقع لهم أمثال هذه الأحلام .
فقد توفِّيت زوجة أحد العلماء القديرين المُعاصرين ، وكانت تطلب في أيَّام حياتها مبلغاً مُهمَّاً مِن المال مِن شخصٍ ما ، ويوجد عندها سند يُثبت الدَّين ، والمَدين طالبهم بالسند الرسمي ، فقامت ابنة المُتوفَّاة بالبحث عن السند في البيت كلِّه ولم تجده ، ولم يكن المَدين مُستعدَّاً لدفع دينه ، دون أنْ يقبض السند الرسمي ، إلى أنْ يئس الورثة مِن استحصال الدَّين ، وفجأة رأت الخادمة في الحُلْم ، أنَّها رأت سيَّدتها المُتوفَّاة تأمرها بأنْ تُخبر ابنتها بأنَّ السند في جيب الثوب الفلاني ، فذهبت النبت إلى مكان ذلك الثوب ، ووجدت السند فيه تماماً كما أُخبرت به الخادمة [1] .