في السنوات الثلاث الأُولى مِن بعثة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) كان النبي يدعو الناس سِرَّاً إلى الإسلام ؛ وذلك لتجنُّب شَرَّ المُشركين وعَبدة الأصنام ، وخلال هذه الفترة آمن بدعوته أربعون رجُلاً وامرأة ، مُعظمهم مِن الصغار والمُراهقين والشباب ، الذين تراوحت أعمارهم بين العاشرة والخامسة والعشرين عاماً .
وكان أصحاب الضمائر الحَيَّة والفِطرة الطاهرة ، أكثر الناس لياقة لقَبول الدين الإسلامي ؛ لأنَّ دعوة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) جاءت مُتطابقة مع طبيعتهم الباحثة عن الحقيقة ، والمَحبَّة للخير والفضيلة .
فقد آمن هؤلاء بدعوة النبي ، وجذبتهم التعاليم الإسلاميَّة السامية ، وترسَّخت الدعوة في أعماقهم حتَّى ارتضوا بالنبيِّ رسولاً وقائداً لهم ، فتجمَّعوا حوله ليُشكِّلوا النواة المركزيَّة للإسلام .
ويُمكن القول : إنَّ دعوة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) كان لها أثرها البالغ في صفوف الفتيان والشُبَّان ، الذين كانون يحومون حوله كالفراشات ، ويُنفِّذون تعاليمه بكلِّ حُبٍّ وإخلاص ، ومِن هنا جاء تأييد النبي (صلى الله عليه وآله) للشابِّ .
وبعد فترة مِن الدعوة السِّرِّيَّة أمر الله سبحانه وتعالى نبيَّه (صلى الله عليه وآله) بأنْ يَجهر دعوته بين الناس ، وينشر تعاليم هذا الدين السماويِّ أمام المَلأ ، فكان الشباب أيضاً يُشكِّلون غالبيَّة مَن اعتنقوا الدين الإسلامي وآمنوا بدعوة الرسول (صلى الله عليه وآله) .
وقد أثار استقبال الشباب المُتزايد لدعوة الرسول (صلى الله عليه وآله) واعتناقهم