responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 184

لا تَكمُل الكمالات إلاَّ بالإسلام

كان مصعب بن عمير مِن أصحاب النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) الشباب قبل الهِجرة ، وكان مصعب جميلاً ونبيلاً وهُماماً وسَخيَّاً ، وكان عزيزاً عند أبويه ، وكان أهل مَكَّة يكنُّون له الاحترام والتقدير ، وكان يرتدي مِن الثياب أجملها ، وكان يعيش في نعيم ورغد ، وكان يستمع خُطب الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وكلماته وينشدُّ إلهيا بكل كيانه ، وقد أدَّت لقاءاته المُتكرِّرة بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وسماعه لآياتٍ مِن القرآن الكريم إلى اعتناقه الإسلام .

كانت مسألة الاقتداء بالرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) واعتناق الإسلام في تلك الأوضاع الخطيرة ، التي كانت تسود مَكَّة بين قوم يعبدون الأصنام ، ويغرقون في جهلهم ـ وضلالهم ـ تُعتبر ذنباً كبيراً يُعاقب عليه ، وكان مَن يؤمن بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ورسالته ودعوته لا يجرؤ على الجَهر بإيمانه حتَّى أمام أهله وأقاربه . ومِن هذا المُنطلق لم يُفش مصعب أمر اعتناقه الإسلام لأحد ، وكان يؤدِّي فرائضه الدينيَّة في الخَفاء .

وذات يوم وبينما كان مصعب يُصلِّي رآه عثمان بن طلحة فأيقن بإسلامه ، ونقل الخبر إلى أُمِّ مصعب ، ولم يمض وقت طويل حتَّى انتشر الخبر بين الناس ، وأخذ الجميع يتحدَّثون عن اعتناق مصعب الإسلام ، وقد أثار هذا الأمر غضب أُمِّ مصعب وأقاربه ، مِمّا دفعهم إلى حبسه في المنزل ؛ عسى أنْ يعدل عن رأيه ويَهجر الإسلام ويترك صُحبة محمّد (صلى الله عليه وآله) .

لكنَّ هذا العقاب لم يترك أدنى أثر في نفس مصعب ، ولم يستطع أنْ يثنيه عن مواصلة الدرب الذي اختاره لنفسه ؛ لأنَّ مُصعباً الشابَّ قد اختار الإسلام على أساس مِن العقل والمنطق ، واعتنقه وهو في كامل وعيه .

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست