إنَّما نجزع قبل المُصيبة
فإذا وقع أمر الله رضينا وسلَّمنا
عن قتيبة ابن الأعشى ، قال : أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) أعود ابناً له ، فوجدته على الباب ، فإذا هو مُهتمٌّ حزين .
فقلت : جُعِلت فداك ! كيف الصبيُّ ؟
فقال : (إنَّه لِما به) .
ثمَّ دخل فمكث ساعة ، ثمَّ خرج إلينا وقد أسفر وجهه وذهب التغيُّر والحُزن . فطمعت أنْ يكون قد صَلح الصبيُّ ، فقلت : كيف الصبيُّ ؟ جُعلت فِداك !
فقال : (قد مضى لسبيله) .
فقلت : جُعِلت فداك ! لقد كنتَ وهو حَيٌّ مُغتمَّاً حزيناً ، وقد رأيت حالك الساعة ـ وقد مات ـ غير تلك الحال ، فكيف هذا ؟!
فقال : (إنَّا أهل البيت ، إنَّما نجزع قبل المُصيبة ، فإذا وقع أمر الله رضينا بقضائه وسلَّمنا لأمره) [1] .
[1] شرح مكارم الأخلاق ، ج3 .