responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 17

رجل مِن المسلمين ، فتجاولا ساعة ، فقتله العِلْج ، وجعل يكرُّ ويحمل ويُنادي ويقول : هل مِن مُبارز ؟! ثلاثة لواحد !!

فبرز إليه رجل مِن المسلمين فقتله العِلْج ، فصاح المُشركون وذَلَّ المسلمون ، وكادت أنْ تكون كَسرة .

فقيل للمنصور : ما لها إلاَّ ابن المضجعي ، فبعث إليه ، فحضر ، فقال له المنصور : ألا ترى ما صنع هذا العِلْج ... منذ هذا اليوم .

فقال : لقد رأيته ، فما الذي تُريد ؟

قال : أنْ تكفي المسلمين شَرَّه .

قال : الآن يُكفى المسلمون شَرَّه ، إنْ شاء الله تعالى .

ثمَّ قصد إلى رجال يعرفهم ، فاستقبله رجل مِن أهل الثغور ، على فرس قد تَهرَّت أوراكها هَزالاً ، وهو حامل قِربة ماء بين يديه على الفرس ، والرجل في حليته ونفسه غير مُتصنِّع .

فقال له ابن المضجعي : ألا ترى ما يصنع هذا العِلْج مُنذ اليوم ؟!

قال : قد رأيته ، فما الذي تُريد ؟

... أنْ تكفي المسلمين شَرَّه ؟

قال : حُبَّاً وكَرامة .

ثمَّ إنَّه وضع القِربة على الأرض ، وبرز إليه غير مُكترث به ، فتجاولا ساعة ، فلم يرَ الناس إلاَّ والمسلم خارجاً إليهم يركض ، ولا يدرون ما هناك ، وإذا برأس العِلْج يلعب بها في يده ، ثمَّ ألقى الرأس بين يدي المنصور .

فقال له ابن المضجعي : عن هؤلاء الرجال أخبرتك ... ثم رد المنصور إلى ابن المضجعي منزلته وأكرمه ، ونصر الله جيوش المسلمين وعساكر الموحِّدين [1] .


[1] الطفل ، ج1 .

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست