responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 12

الاستعمال يكون بعد التجربة

سأل المأمون العباسي بعض خواصِّه ومَحارمه يوماً ، سبب ما يُلاقيه مِن : جَفاء ، وخيانة ، وقِلَّة إنصاف مِن بعض أصحابه وأقاربه ، الذين كان قد قلَّدهم مناصب عاليةً ، ورُتباً مُهمَّة في الدولة ، في حين أنَّ المفروض أنْ يُقابلوا إحسانه بالإحسان لا الإساءة .

فقال له أحدهم : إنَّ المَعنيِّين بأمر الحَمْام الزاجل ، والمُهتمِّين بتربيته ، يتحقَّقون عن أصله وفَصيله الذي ينتمي إليه ، وعندما يطمئنُّون إلى عَراقة نسبه يهتمُّون بتربيته كثيراً ، ويَجنون مِن ذلك فوائد كثيرة ... وأنت يا أمير المؤمنين ، تأخذ أقواماً مِن غير أُصول ولا تدريج ، فتبلغ بهم الغايات ، فلا يكون منهم ما تؤثِره .

فمِن الطبيعي أنْ لا يكون مَن يتمُّ اختيارهم لأشغال ومناصب ، دون امتحان ولا نظر في أصولهم وأحسابهم وأنسابهم على حالة غير مرضيَّة مِن حيث الإخلاص والأمانة والوفاء ...

إنَّ الإسلام يرى في سُلوك الآباء والأُمَّهات ، تأثيراً كبيراً على سلوك أبنائهم ، الذين يرثون صفاتهم الصالحة أو الطالحة ؛ ولذلك نجد القرآن الكريم يحكي على لسان نوح هذه الحقيقة الناصعة ؛ حيث يقول ـ بعد أنْ يئس مِن هداية قومه ، طِيلة تسعمئة وخمسين عام [1] .


[1] الطفل ، ج1 .

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست