المنزل ، وصبَّا عليها الماء ، حتَّى أصبحت ليِّنة طريَّة ، وأخذ الأب يقوم بعمل البناء ، وابنه يُناوله الطين ، حتَّى انتهى الأب مِن تغطية سقف الغرفة بأكمله ، بالطين المخلوط بالقَشِّ أو التبن ، وبعد انتهاء العمل لاحظ الأب أنَّ خاتمه ليس موجوداً في إصبعه ، فاعتقد في بادئ الأمر أنَّه نسيه إلى جانب الحوض ، عندما كان يغسل يديه ، ولكنَّه لم يعثر عليه هناك .
وظلَّ الأب يبحث عن خاتمه ، على مدى يومين كاملين في كلِّ مكان ، ولكنَّه لم يعثر على أيِّ أثرٍ ، وتأثَّر كثيراً لضياع خاتمه ، ويئس مِن إمكانيَّة العثور عليه ، وظلَّ لفترة مِن الوقت يتحدَّث مع أهله وعياله عن الخاتم المفقود ، وكان يتأسَّف كثيراً على ذلك ، وبعد عِدَّة سنوات مِن هذه القضيَّة توفِّي الأب إثر نوبة قلبيَّة .
يقول الابن : بعد فترة مِن وفاة والدي ، رأيته يوماً في المنام ، وكنت أعلم أنَّه ميِّت ، فاقترب مِنِّي ، وسلَّم عليَّ ، وسألني عن أحوالي ، ثمَّ قال لي : يا ولدي ، إنَّني مَدينٌ للشخص الفلاني بخمسمائة تومان ، فأرجو أن تخلصني مِن العذاب .
استيقظ الولد مِن نومه ، ولم يكترث بالحُلْم الذي رآه ، ولم يعمل بما طلبه منه أبوه ، وبعد فترة رأى الابن والده مَرَّة أُخرى في المنام ، وكرَّر ما سبق أنْ طلبه منه ، وعاتبه على عدم تلبية طلبه ، فقال له الابن ـ وهو في المنام ويعلم أنَّ والده مَيِّت ـ : أعطني عَلامة ؛ حتَّى أطمئن بأنَّك والدي .
قال له : أتذكر قبل عِدَّة سنوات ، أنَّنا قُمنا ـ معاً ـ بتغطية سقف غرفة البئر بالطين ، وبعدها اكتشفت أنَّ خاتمي مفقود ، وبحثنا عنه في كلِّ مكان ، فلم نعثر عليه .
قال الابن : نعم ، أذكر ذلك .
قال الأب : إنَّ الشخص عندما يموت ، تتَّضح له كثير مِن القضايا والأُمور المجهولة ، فلقد عرفت بعد موتي أنَّ خاتمي أضعته داخل الطين الذي أصلحت به سقف الغرف ، حيث انزلق الخَاتم مِن إصبعي عندما كنت أعِجن الطين وأقلبه . ولكي