اسم الکتاب : القاموس المبين في اصطلاحات الأصوليين المؤلف : محمود حامد عثمان الجزء : 1 صفحة : 7
ضرورة المصطلح و أهميته
إن لكل علم من العلوم مصطلحاته الخاصة به التي تعارف عليها المتخصصون فيه، و الشروع في أي فن من الفنون يتوقف على تحديد مصطلحاته تحديدا دقيقا؛ حتى يمكن تمييز مسائله من غيره من العلوم، و لهذا اهتم العلماء من قديم بالكشف عن اصطلاحات العلوم و الفنون، فعمد علماء كل فن إلى إبراز مصطلحاتهم و ضبطها و تحديد مدلولاتها و شرحها للدارسين و الباحثين، ليكون شروعهم في البحث على بصيرة و هدى، و قد ألفت المعاجم و الكشافات خدمة لعملية المصطلح.
و عن أهمية المصطلح يقول التهانوي [1]: «إن أكثر ما يحتاج به في تحصيل العلوم المدونة و الفنون المروجة إلى الأساتذة هو اشتباه الاصطلاح، فإن لكل علم اصطلاحا خاصا به إذا لم يعلم بذلك لا يتيسر للشارع فيه الاهتداء إليه سبيلا، و إلى انفهامه دليلا.
فطريق علمه إما الرجوع إليهم أو إلى الكتب التي جمع فيها اللغات المصطلحة».
و يقول الدكتور حسن الشافعي [2]: «إن المصطلح الفني أداة أساسية من أدوات البحث العلمي، و قد يعد لهذا جزءا من المنهج الذي تكتمل به شخصية كل علم من العلوم، و لا يسع الدارس المبتدى أن يمضي في دراسة أي علم أو أن يفهم كتابا واحدا فيه على نحو دقيق دون الإلمام بمصطلحاته الأساسية».