الناقة تسرح مع الوحش حتى يألفها، فإذا ألفها سار الصياد إلى جنبها مستترا بها حتى يرمي الصيد، فكانت هذه الناقة سببا و وسيلة لبلوغ المقصود.
الثالث: السبب، يقال: فلان ذريعتي إليك، أي: سببي و وصلتي التي أتسبب بها إليك.
الرابع: الحلقة التي يتعلم عليها الرامي الرمي، لأنها سبب و وسيلة إلى تعلم الرمي.
و على هذا فالذريعة هي: كل ما كان طريقا و وسيلة إلى الشيء.
الذريعة في الاصطلاح: لعلماء الأصول اتجاهات [1] مختلفة حول تعريف (الذريعة) منشؤها إثبات كلمة (سد) في التعريف، أو إسقاطها:
فمن رأى أن الذريعة تكون في الأمر المشروع كما تكون في الأمر المحظور، أسقط كلمة (سد) و من رأى أنها لا تكون إلا فيما هو محظور أثبتها.
و يمكن حصر هذه الاتجاهات فيما يأتي:
الاتجاه الأول: أنها وسيلة و طريق إلى الشيء سواء أ كان مشروعا أم محظورا، و على ذلك القرافي و ابن القيم.
قال القرافي: الذريعة: الوسيلة للشيء [2].
و قال: اعلم أن الذريعة كما يجب سدها يجب فتحها، و تكره، و تندب، و تباح، فإن الذريعة هي الوسيلة، فكما أن وسيلة المحرم محرمة
[1] قاعدة سد الذرائع و أثرها في الفقه الإسلامي للمؤلف ص 57.
[2] شرح تنقيح الفصول ص 448، الفروق 3/ 33.