اسم الکتاب : الفوائد الغروية المؤلف : الرودسري، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 24
المعلوم بين الأقوال إجمالا أو تقريره كما عن الشيخ (قدس سره) أيضا لا الاتفاق نفسه. و أما على الثاني فلأن الحجة عندهم في الحقيقة هو المكشوف بالكشف الحدسي القطعي من الكتاب أو السنة لا الكاشف نفسه، و لعله الوجه فيما عن المفيد (قدس سره) من حصره الدليل في الثلاثة: العقل و الكتاب و السنة.
و يمكن التشبث للنافي عنه بما أشار إليه بعض المحققين (قدس سره): من أنه اصطلاح من العامة، لما رأوه من حجية الإجماع بنفسه من دون رجوعه إلى الكتاب أو السنة، فتبعهم فيه معاشرنا الخاصة و إن كانوا مخالفين لهم في وجه اعتباره، فتبصر.
[الدليل عند الأصوليين]
الثالث: إن الدليل عند الأصوليين عبارة عما يمكن التوصل بصحيح النظر فيه إلى مطلوب خبري، و عند المنطقيين جار على معنى قول مؤلّف من القضايا يلزم لذاته قولا آخر، و يعبر بالقياس أيضا. و قيد الإمكان في الأول إشارة إلى عدم اشتراط فعلية الوصل، فيدخل فيه دليل المغفول عنه، و الخبري لإخراج المعرّف، و القولي الشارح. و المراد بالصحيح هو الصحيح عند المستدل، و بالنظر هو ترتيب أمور معلومة.
لا خفاء فيما ذكر كله، إنما الخفاء في أن الدليل عند الأصوليين أعم من المفرد و المركب، كما قد يتوهم من إطلاقهم له على المفرد كإطلاقهم له على المركب، أو هو مركب عندهم كما عند المنطقيين؟ فيه وجهان، و المتعين منهما هو الثاني كما يظهر من القيود المعتبرة في تعريفهم.
و إطلاقهم له على المعرّف الأوسط إنما هو بلحاظ أنه روحه لا لأنه نفس الدليل و تمامه. كيف و إثبات المطلوب الخبري لا يمكن إلا بمقدمتين، فإن
اسم الکتاب : الفوائد الغروية المؤلف : الرودسري، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 24