responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفوائد الغروية المؤلف : الرودسري، إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 103

فظهر بما ذكرنا أن المراد بالتداخل على القول به فيما هو مجمع للماهيات المتعددة، كقول المولى: أكرم عالما، أكرم مصليا، أكرم هاشميا، لا بدّ أن يكون بالمعنى الثالث. فالقول- في مقام الرد على القول الثاني بأن تداخل المسببات إنما هو في الماهيات المتصادقة كالمثال المزبور كما في الماهية الواحدة كما أفاده بعض المحققين (قدس سره)، مما لا وجه له كما لا يخفى، فاغتنم.

(الأمر السادس): [المسألة إما وجدانية أو برهانية]

قد ظهر بما ذكرناه في سابقة أن المسألة عقلية و الخلاف فيها في الحكم العقلي، و هو إما وجداني أو برهاني.

و المراد بالأول هو ما لا واقع له سوى الوجدان، فيكون الوجدان ظرفا لثبوته لا طريقا إلى العلم بثبوته، كالفرح و الألم و نحوهما مما يكون الوجدان ظرفا لثبوته. و بالثاني مما له واقع يكون البرهان العقلي طريقا إلى العلم به في ظرفه، كتركب الجسم و حدوث العالم و نحوهما مما يكون العقل طريقا للعلم به في ظرفه. و الثاني لا بدّ إما من أن ينتهي إلى الوجدان أو إلى غيره من إحدى الضرورات الستة المعروفة المذكورة في محلها، لاستلزام عدمه التسلسل الذي لا خفاء في بطلانه، فصار المجموع ثلاثة.

و الأول منها مما لا يتطرق إليه الشك و الحيرة، لما عرفت من أنه لا واقع له سوى الوجدان، و هو لا يقبل الشك جدا.

و كذلك الثاني، لأنه بأوله إليه يكون حكمه حكمه في عدم تطرق الشك إليه.

فما يتطرق إليه الشك من الثلاثة هو الثالث، لأن وقوع الشك في الأمور

اسم الکتاب : الفوائد الغروية المؤلف : الرودسري، إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست