و الطريق إلى علي بن مهزيار صحيح، و لكن أبا علي بن راشد غير ظاهر لعلّه يعرفه، و لعلّ مقصود المصنّف الصحّة إلى أبي علي، و هو يفعل كثيرا مثله. و لهذا قال في المختلف: أبو علي في الصحيح، و ما قال صحيحته فتأمّل [2]، إلى هنا كلامه رفع مقامه.
أقول: هذا منه (رحمه اللّه) غريب؛ لأنّ أبا علي بن راشد بغداديّ ثقة، من أصحاب الرضا و الجواد و الهادي (عليهم السلام)، نصّ عليه الكشي في ترجمته، و منه يظهر أنّ المراد بأبي جعفر هو الثاني (عليه السلام).
و في ترجمة عروة بن يحيى الدهقان أنّه كانت لأبي محمّد (عليه السلام) خزانة، و كان يليها أبو علي بن راشد رضي اللّه عنه [3].
و مثله ما في ترجمة علي بن الحسين بن عبد ربه أنّ أبا علي هذا كان وكيل الهادي (عليه السلام) بعد علي ذاك [4].
و في ترجمة ابن بند أنّ أبا الحسن الثالث (عليه السلام) كتب في جواب محمّد بن الفرج عن سؤاله عن ابن بند هكذا: و أمّا ابن راشد (رحمه اللّه)، فإنّه عاش سعيدا و مات شهيدا [5].
و هذا كلّه يدلّ على جلالة قدر الرجل و علوّ درجته، بحيث لا يبقى فيه خفاء، فكيف يمكن التوقّف في روايته إذا لم يكن في الطريق مانع من غير جهته،