كان (قدس سره) فقيها محققا و أصوليا بارعا قوي العارضة في محاكمة الآراء و مناقشة الأدلة حاضر البديهة، حسن الذهن متوقد الفطنة قوي الحافظة، و كان مضافا إلى مكانته العلمية و رتبته السامية في الفقه و الأصول أديبا شاعرا تتهادى المعاني بين يديه، و تلقي كرائم الألفاظ مقاليدها إليه، هذا إلى نفس توشحت بالإباء و اكست بأخلاق أصحاب الكساء، و لا عجب فهو سليل دوحة العلم الشماء التي بجدها عن مبهمات الشريعة كشف الغطاء، و أضاءت ب" أنوار الفقاهة" محافل الفضلاء.
آثاره العلمية:
دبح يراعه المبارك جملة من المصنفات الرائقة و المؤلفات الشائقة في علوم الإسلام و معارفه، و هذا ما حضرنا من أسمائها:
" منهل الغمام في شرح شرائع الإسلام" في المعاملات تعرض فيه لكلمات أستاذه علم الهدى الثاني الشيخ مرتضى الأنصاري (رحمه الله).
" منظومة في الصوم و الخمس و الحج" حذا فيها حذو السيد بحر العلوم الطباطبائي و هي منظومة وافية المباني محكمة المعاني بليغة التحرير مليحة التحبير دلت على ما وهبه الله تعالى من ملكة راسخة في علوم الأدب و العربية.
" الفوائد الجعفرية": يحتوي مائة فائدة في الأصول و الفقه و هو الكتاب الذي بين يديك.
و قد وجدنا على وجه الصفحة الأولى من مخطوطة الكتاب أبيات في تقريظه منها:
فوائد حققتها * * * من كل فنّ دروس
كجنة الخلد فيها * * * ما تشتهيه النفوس
و قد ذكر في هذه الفوائد آراء أساتذته و آراء المعاصرين من أقرانه من أمثال الفقيه الكبير السيد حسين الكوهكمري و الفقيه المجدد الميرزا محمد حسن الشيرازي و الفقيه الأصولي المؤسس الشيخ مرتضى الأنصاري و المحقق القمي و غيرهم.
" رسالة في الإمامة": و قد أوفى فيها على الغاية في تقرير مباحث الإمامة و تحرير مواضع النزاع و نصرة مدارك أهل النص على الشبهات غيرهم بأبلغ عبارة و أسنى بيان.
" الرد على الرسالة اللاهورية" لمفتي بغداد السيد أبو الثناء محمود أفندي شهاب الدين الآلوسي المتوفى سنة (1270 هج)، عاد بها قول (الأفندي) مفندا دليل شيعة أهل البيت على قواعد العقائد الحقة مشيدا.
" شرح اللمعة الدمشقية" من كتاب الطهارة و بعض الصلاة.
" رسالة في الاجتهاد و التقليد".
" رسالة في مواليد الأئمة و وفياتهم".
" رسالة في الاختلاف و المواعظ".
" كتاب في المسائل الأصولية" أطنب فيها الكلام لمسألة الضد و مقدمة الواجب و إجماع الأمر و النهي و غيرهما.
وفاته:
توفي في الثامن عشر من رجب سنة (1323 هج) و شيع تشيعا حافلا و دفن في مقبرة آبائه في النجف الأشرف، و أرخ وفاته ولده العلامة الشيخ مرتضى بقوله: