اسم الکتاب : الفوائد الأصولية المؤلف : الشيخ مرتضى الأنصاري الجزء : 1 صفحة : 564
هذا عنواناتهم لمحل النزاع، و امّا دلالة ادلتهم المذكورة من الطرفين على ان الخلاف فى حكم العقل باستحقاق الثواب و العقاب:
فمنها: استدلال العدلية بانه لو لم يحكم العقل بالحسن و القبح لزم افحام الانبياء لعدم وجوب النظر حينئذ فلو لم يكن المراد بالحسن معنى يوجب حكم الشارع بالوجوب لم يلزم من حكم العقل عدم الافحام لان الوجوب العقلى و هو مجرد استحقاق الذم على الترك غير كاف فى بعث المكلف على النظر فى المعجزة، و كذلك كلامهم بانه لو لا حكم العقل بالحسن و القبح لم يجب معرفة الله تعالى.
و منها: استدلال الاشاعرة بآية: «و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا» [1]
فانه لو لا كون النزاع فى حكم العقل باستحقاق العذاب لم يكن وجه للتمسك بنفى التعذيب قبل بعث الرسل، لان حكم العقل على هذا لا يثبت العذاب حتى ينفيه، و لم يكن معنى لردّ العلامة و غيره هذا الاستدلال [2] بان الآية مؤولة لمصادمة العقل القطعى، اذ لو لا المنافاة لم يحتج الى التأويل.
و ايضا الثمرات التى ذكروها للنزاع ايضا دالّة على ما ذكرنا، فان العضدى ذكر فى مسئلة شكر المنعم: انه لا يحكم العقل بوجوب شكر المنعم [و] قال:
فلا اثم فى تركه على من لم يبلغه دعوى النبوة خلافا للمعتزلة انتهى.
و بالجملة لا مجال للشك فيما ذكرنا من ان من قال بحكم العقل قال بكونه دليلا على الحكم الشرعى.