responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 52

و الباحثون في أسباب النزول و التي وردت في أسباب النزول للنيسابوري بعبارة هذا نصها:

«و ذكر محمد بن اسحاق سبب نزول هذه القصة-قصة أصحاب الكهف-مشروحا فقال:

كان النضر بن الحارث من شياطين قريش و كان يؤذي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ينصب له العداوة و كان قد قدم الحيرة و تعلّم بها أحاديث رستم و إسفنديار و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا جلس مجلسا ذكر فيه اللّه و حدث قومه ما أصاب من كان قبلهم من الأمم فكان النضر يخلفه في مجلسه إذا قام. و يقول: أنا و اللّه يا معشر قريش أحسن حديثا منه فهلمّوا فأنا أحدّثكم بأحسن من حديثه ثم يحدّثهم عن ملوك فارس. ثم إن قريشا بعثوه و بعثوا معه عقبة بن أبي معيط إلى أحبار اليهود بالمدينة و قالوا لهما سلوهم عن محمد و صفته و أخبروهم بقوله فإنهم أهل الكتاب الأول و عندهم من العلم ما ليس عندنا من علم الأنبياء فخرجا حتى قدما إلى المدينة فسألوا أحبار اليهود عن أحوال محمد. فقال أحبار اليهود: سلوه عن ثلاث عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم فإن حديثهم عجب و عن رجل طوّاف قد بلغ مشارق الأرض و مغاربها ما كان نبؤه و سلوه عن الروح ما هو فإن أخبركم فهو نبي و إلا فهو متقول... » [1] فإن هذا النص كما ترى يدلّنا على أن اليهود هم الذين كانت بأيديهم المقاييس التي يفرّقون بها بين الصادق و الكاذب من النبيين و المتنبئين. ثم هو يدلّنا على أن معرفة أخبار السابقين من هذه المقاييس.

على أن القرآن نفسه قد اعتمد على هذا المقياس في الإيحاء بنبوة محمد عليه السلام و صدق رسالته حين ختم بعض الأقاصيص القرآنية بآيات يستفاد منها أن الأخبار الواردة في هذه الأقاصيص من أنباء الغيب و أنها قد أوحيت إلى النبي عليه السلام. قال تعالى عقب قصة مريم‌ ذََلِكَ مِنْ أَنْبََاءِ اَلْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَ مََا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلاََمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَ مََا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ [2] . و قال عقب قصة يوسف‌ وَ مََا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَ هُمْ يَمْكُرُونَ [3] . كما قال في قصة موسى‌ وَ مََا كُنْتَ بِجََانِبِ اَلْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنََا إِلى‌ََ مُوسَى اَلْأَمْرَ وَ مََا كُنْتَ مِنَ اَلشََّاهِدِينَ*`وَ لََكِنََّا أَنْشَأْنََا قُرُوناً فَتَطََاوَلَ عَلَيْهِمُ


[1] أسباب النزول للنيسابوري، سورة الكهف.

[2] سورة آل عمران، الآية 44.

[3] سورة يوسف، الآية 102.

اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست