responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 486

الذين أسسوا الشريعة (التشريع) و رسّخوا أسسها و قعدوا قواعدها و أقاموا بنيانها هذا الشامخ الذي يعترف بسموّه و سموقه و شموخه المناوئ قبل المعاضد و المعارض قبل المؤيد و الخصم قبل المدافع و العدو قبل الحبيب و الشانئ قبل الصديق ذلك أنهم أزالوا ما في النصوص من شوائب و طهروها مما بها من معضلات و حلوا ما يعتورها من مشكلات و رفعوا ما بها من مطاعن و الذي لا يماري فيه إلا الشكس و لا يجادل فيه إلا العنيد و لا ينكره إلا اللجوج أن امتزاج الشعوب ذات الأعراق المختلفة مثل العرب و الفرس و الهنود و الأفغان و بلاد ما وراء النهر و المصريين و البربر و أبناء شبه جزيرة أيبيريا و الأفارقة و الآسيويين تحت راية الحضارة الإسلامية هذا المزج أفرز فقهاء أعاظم هم الذين قاموا بالدور المعجب الذي ذكرناه.

و نعود أدراجنا إلى السياق: يرى الباحث أن القصص القرآني نزل لخدمة الدعوة الإسلامية و شرح المبادئ و توضيح العقائد و الدفاع عن النبي العربي و القرآن الكريم و إذ- كما سبق ذكرنا-استطال عمر دعوة الإسلام و درج القرآن على التدرّج في التشريع. و مرة أخرى أسقط المؤلف من حسابه العقائد و المبادئ و بذلك يكون قد رجع إلى الصواب. إذن من البديهي أن يأتي القص القرآني متطورا... لما ذا؟

لأن القصة من الحتم اللازم أن تغدو صورة لدعوة الإسلام و تعبّر عن آراء و أفكار البيئة-و نحن نرى من جانبنا أنها لفتة ذكية من خلف اللّه فضلا عن اتسامها بالجرأة البالغة التي لا نملك إلا أن نحييه بشأنها-كما ترسم بدقة حركات العداء و السلام و تدافع عن النبي عليه السلام و لدعوته و تثبيتها و التمكين لها في قلوب المخاطبين.

و من هنا يصح القول إن القصص القرآني يتطور من حيث الموضوعات و الأفكار و الآراء نزولا على قاعدة التدرّج هذه و هو ما يسميه التطوّر الداخلي لأحد العناصر و قد تأثر بذلك البناء و توزيع العناصر و أوليات القص القرآني التي بدأت بخبر عادي يصوّر إما حالة أو موقفا أو حادثة و يسوق أمثلة عليها.

و في فجر الدعوة أي في بدايات النزول كانت الغاية زلزلة المشركين و تقويض عنادهم و زعزعة مقاومتهم... و انعكس ذلك على القصص التي نزلت آنذاك و من ثم جاءت تصوّر الكوارث و البلايا و المصائب التي ألّت بمن كذبوا برسلهم مثل عاد و ثمود و تتميز بجرس قوي يتناسب و رسم تلك اللوحات المفزعة.

اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 486
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست