responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 465

لأن الهدف هو تخويف المكذّبين و قد تم الاختيار لملاءمة حال النبي أول عهده بالدعوة و إعلانه أنه رسول اللّه.

فإذا ما تقدّمنا خطوة و قرأنا القصة ذاتها في سورتي الأعراف و الشعراء لحظنا تطوّرا في فن البناء و كذا تعدّد الشخصية و أيضا الحوار بين النبي و قومه آنا و بين بعضهم البعض آنا آخر و مع المسرفين المفسدين في الأرض و إلى جانبهم الأحداث و تحدّيهم للنبي بطلب البينات، إنما أهمها و أقواها هو عنصر الحوار و موضوعه هو ذات الأمور التي كانت تشغل الذهن العربي وقت إرسال محمد و نزول القرآن الكريم عليه.

أما في سورة النمل فنرى القصة نفسها تجاري أحداث الدعوة الإسلامية و تتغذى بلبانها و نلحظ عناصر جديدة هي الغرائز و العواطف و القضاء و القدر إذ بلغ الضيق مداه بعد تفاقم الخصومة و تطيّر القوم برسولهم و عزمهم على اغتياله و تآمر التسعة رهط المفسدين في الأرض لتنفيذ المؤامرة لو لا تدخّل القدر و نجاة النبي عليه السلام و حلول العذاب بقومه.

إذن توزيع العناصر كان يتمشى مع ظروف كل قصة، و يكتفي بهذه الفرشة أو الأمثال ثم يأخذ في شرح العناصر.

يبدأ بالأشخاص و لا يقصد الناس فقط إنما المعنيّ كل شخصية وقعت منها أحداث و صدرت منها عبارات و أفكار من ثم فهي تشمل الجن و الملائكة و الطيور و الحشرات بداهة مع الأناسي رجالا و نساء و اختار أن يكون افتتاح القول من سورة النمل بالهدهد و النملة و الأخيرة تحذّر أخواتها من الأذى الذي يوشك أن يحيق بهم إذا ظلوا خارج مساكنهم أما الهدهد فهو يقظ متنبّه لكل ما يجري في أنحاء المملكة بل و متطلّع لأخبار ما يجاورها من الممالك و يلحظ خاصة ما يرتكبونه من مخالفات دينية. و موقفه هو الذي حيّر الرازي و أضرابه من المفسّرين إذ تعجّبوا من رجاحة عقل هذا الطائر الصغير و فطنته و بصره بالأمور... إلخ. و لو أنهم نظروا إلى المسألة بمنظار الخلق الفني و الإبداع الأدبي لما تحيّروا، و يذكّر المؤلف قارئه بأن بعض الحيوانات في القديم و الحديث كانت صاحبة أدوار رئيسة رسمت بطريقة فنية و أبرز مثل على ذلك كتاب (كليلة و دمنة) .

ثم يأتي إلى (الأرواح الخفية) و أولها الملائكة، منها التي جاءت إلى إبراهيم و لوط

اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 465
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست