responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 463

المشركين من قريش أو من يهود عصر محمد، و آيات القرآن تنطق بذلك.

و إذا كان القرآن يبغي تقديم صور أدبية فنية بلاغية معجزة يعرضها في القصص ثم يستهدف من ورائها التأثير في نفوس المخاطبين و دفعهم إلى الأغراض المتنوعة التي ذكرها الباحث فلما ذا لم يأت بقصص خيالية أو تمثيلية لتؤدي هذا الدور.

إن من أنزل القرآن على قلب محمد و هو اللّه جلّ جلاله لم يكن ليعجزه ذلك فأي حكمة إذن في عرض قصص تاريخية في الأصل بصورة ليست هي حقيقتها و واقعها و لكنها الصورة التي انطبعت في أذهان أولئك الذين حملوا له في جوامحهم أشد عواطف العداء و أقسى أحاسيس الخصومة و أفظع مشاعر الكراهية هذا من جانب.

و من جانب آخر لما ذا فعل ذلك و هذا المسلك يعطي المناوئين و المعارضين فرصة ذهبية سرعان ما اهتبلوها و طعنوا فيه بأنه ليس من عند اللّه بل هو من عند محمد الذي أورد القصص بالصورة عينها التي كانت شائعة و ذائعة في مجتمعه و في بيئته؟

من المشروع لأي قارئ يطالع أطروحة خلف اللّه أو يقرأ كتابه أن يلفت انتباهه تركيزه على أن قصص القرآن المستقاة من معتقدات و تصوّرات معاصري محمد حفلت بالعواطف و الانفعالات التي تستثيرها المواد الأدبية في القصص القرآني و أن هذه الأحاسيس التي تصوّرها هذه المواد تختلف في موطن عنها في آخر أي أن الوظيفة الرئيسة لهذه القصص تمحورت على العواطف و الانفعالات و الأحاسيس و المشاعر إلخ.

إذن أين دور العقل و الفكر فيها و لما ذا خلت من أي شي‌ء منهما؟

و إذا كان الرد يأتي من أن ذلك المجتمع كان في طور التبدّي و من ثم فلا تناسبه إلا العواطف و الأحاسيس و المشاعر و الانفعالات شأن الأطفال جاء دفع هذا الرد:

إن القرآن لم ينزله رب العالمين لتقتصر مهمته على مخاطبة الجاهليين فقط إنما يخاطب البشر من لدن نزوله حتى يرث الأرض و من عليها. إذن دعوى أن عمالة القصص انحصرت في استثارة العواطف و الانفعالات... إلخ. دعوى فطيرة و بعبارة أخرى لم تنل حظها من التمحيص.

اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 463
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست